الأربعاء، 29 يوليو 2009

( لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى) هل النهى عن أماكن الصلاة؟ أم الصلاة نفسها؟

(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى)
هل النهي عن الاقتراب من الصلاة نفسها؟ أم الاقتراب من مكانها(المسجد)؟

هل المقصود من هذه الآية النهي عن الاقتراب من الصلاة نفسها(بمعنى أدائها)؟

أم أن المقصود من هذه الآية النهي عن الاقتراب من مواضع الصلاة(المساجد)؟


الإجابة هي :


الاثنان معا!!!!!!!!!!


كيف؟


الدليل على القول الأول هو قوله تعالى (حتى تعلموا ما تقولون).

فدل ذلك على النهي عن الاقتراب من آداء الصلاة و نحن سكارى(طبعا كلنا يعرف أن هذه الآية منسوخة حكما 00رغم عدم نسخها تلاوة ،و سوف نقوم - إن شاء الله - قريبا بشرح الناسخ و المنسوخ في القرءان الكريم قريبا بإذن الله)

و معنى نسخ الآية هنا بمنتهى البساطة أنها أبطل العمل بها رغم تلاوتنا لها و تعبدنا بها (فالخمر قد حرمت على مراحل كما نعلم ، فقال تعالى أولا في سورة البقرة : (يسألونك عن الخمر و الميسر ، قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما) ثم نسخت هذه الآية بعدها بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون و لا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا) ثم نسخت هذه الآية بقوله تعالى (إنما الخمر و الميسر و الانصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)فجاء الامر صريحا باجتناب الخمر.


أما الدليل على القول الثاني فهو قوله تعالى بنفس الآية أيضا(و لا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا)
فدل ذلك على مواضع الصلاة (المساجد)
______________

مصدر المعلومة : كتاب (الفوائد المشوق الى علوم القرءان و علم البيان ) للإمام ابن القيم (رحمه الله)
ذكر المعلومة بإيجاز شديد(طبعا غير مخل) لكننى توسعت لك في شرحها

كتبه أخوكم أحمد
5 - 9 - 2008 ميلاديا
القاهرة

هل تعرف الفرق بين الفقير و المسكين؟

القضية خلافية عند علماء اللغة ؛ لكننى سأذكر لك الرأي الأرجح الذي أظنه :

الفقير هو من لا يملك قوت يومه .

أما المسكين فهو من يملك قوت يومه بالكاد (عايش مستور ، كما نقول) .


حتى أن المسكين قد يمتلك سفينة !!!

يقول الله تعالى في سورة الكهف : (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) ؛ فدلّ ذلك على أن المساكين قد يمتلكون سفينة!

و ليست أى سفينة !

فهي سفينة صالحة سليمة ستطمع الملك فيها !

هذا هو رأى جمهور اللغويين .

لكن هناك فريق يرى العكس من ذلك ؛ فقالوا : إن المساكين كانوا - مجرد - أجراء على السفينة .

(انظر تفسير الجلالين تر الامام السيوطى يقول : إنهم كانوا أجراء عليها).

لكن الرأى الأول هو الأرجح خاصة أن اللام في قوله تعالى (لمساكين) تدل على الملكية .

و الله تعالى أعلى و أعلم
___________

كتبه أخوكم أحمــد


الخميس 11 سبتمبر 2008 ميلاديا

القاهرة



الشافعية قالوا: المسكين أحسن حالا: لقوله "أما السفينة فكانت لمساكين"

إذن فالمسكين لديه سفينه أما الفقير فلا..


الأحناف قالوا: المسكين أسوأ حالا: استنادا لقوله تعالى :"أو مسكينا ذا متربه".


فالمسكين ليس له إلا التراب.


_____________


و يرى الفريق الذي يوافق قول الأحناف (أن المسكين أسوأ حالا) - (و هو قول ابن قتيبة الدينوري كما ذكرت في كلامي):

أن قوله "لمساكين"، مساكين منتهى الجموع ؛ أي : جمع االجموع ؛ أي : أنهم كثر جدا مشتركين في السفينة فالذي يصيبهم منها قليل..


أو ..لا يملكونها ولكنها أضيفت لهم بحق الانتفاع (كما ذكرتُ في كلامي)
وربما كانوا يملكونها ولكن عددهم كبير.


أو ..أطلق عليهم مساكين لأنهم ضعفاء في مواجهة الملك الظالم
_____________

الإضافة هذه كتبتها يوم الإثنين 17 نوفمبر 2008




اختلف الفقهاء واللغويون في الفرق بين الفقير والمسكين على أقوال أوصلها بعضهم إلى تسعة أقوال

إليك أهمها ملخصة من تفسير القرطبي رحمه الله تعالى :


1- أن المسكين أحسن حالاً من الفقير

وبهذا قال [معظم] أهل اللغة والحديث والإمام أبو حنيفة

ودليلهم قوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْر [الكهف].


2- أن الفقير والمسكين سواء لا فرق بينهما من حيث المعنى وإن اختلفا في الاسم، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأصحابهما.


3- الفقير الذي له مسكن وخادم والمسكين الذي لا مال له.


قال القرطبي : وتظهر فائدة الخلاف فيمن أوصى بثلث ماله لفلان وللفقراء والمساكين، فمن قال: هما صنف واحد يكون لفلان نصف الثلث وللفقراء والمساكين نصف الثلث الثاني، ومن قال: هما صنفان يقسم الثلث بينهم ثلاثاً. انتهى
_________
هذه الإضافة استفدتها من فتوى في موقع الشبكة الإسلامية ، و كلمة [معظم] هذه من إضافتي .



أخوكم أحمد
السبت 18 / 4 / 2009
القاهرة

الاثنين، 6 يوليو 2009

و الأرض بعد ذلك دحاها ، من الإعجاز العلمي (لغوي أيضا)

الكرة الأرضية ، تلك التى نعيش عليها ، هل هي مسطحة ؟ أم كرة مستديرة؟

بداية ، كان هناك إجماع على أنها مسطحة ، و ظل هذا الاعتقاد سائدا حتى اكتشف كوبرنيقوس أنها كروية .

فهل الأرض كروية مستديرة(كاملة الاستدارة كالكرة)؟

لا

فقد اكتشف علماء الفلك في العصر الحديث أن الأرض ليست كاملة الاستدارة .

حيث وجدوها منبعجة عند خط الاستواء ، مفلطحة عند القطبين (تشبه الكرة المنتفخة من وسطها)

أى وجدوها بيضاوية .

هذا آخر ما توصل إليه العلم الحديث (بعد غزو الفضاء و تصوير الكوكب الأرضي من خارجه) .

**يقول العليم الحكيم الخبير في سورة النازعات و الأرض بعد ذلك دحاها) {سورة النازعات) .

انظر في كتب التفاسير ، ستجد المفسرين يقولون عن معنى (دحاها) أي : مددها و بسطها .

أما إذا رجعنا للمعنى اللغوي وجدنا غير ذلك !

ففي اللغة العربية ، كلمة (دحية)تعني (بيضة) ((بيضة الدجاجة))

و لا تزال هناك قرية في محافظة الجيزة بمصر تستعمل كلمة (للدلالة على البيضة) ((حقيقة))

**فالمعنى اللغوي للآية : (و الارض بعد ذلك جعلها مثل البيضة ، أي : بيضاوية) !

هذا ما درسته في علم الدلالة (أحد علوم اللغة العربية الشيقة) ، ثم وجدت عالمنا الكبير و شيخنا الدكتور زغلول النجار يدلل بالمعنى اللغوي للآية على إعجازها (و أنا متفق معه 100%) .

نشرت هذه المعلومات السابقة من قبل -مختصرة في كلمات قليلة -فوجدت معظم قارئيها يثنون على الرسالة إلا أخت فاضلة وجدتها تعترض على ذلك التفسير اللغوي للآية .

و قامت بنقل كلام المفسرين رحمهم الله الذين قالوا : إن معنى (دحاها) أي (مددها ..و فرشها..و بسطها..و سطحها)

**و رأيي المتواضع هو أن مفسرينا - رحمهم الله و جزاهم عنا كل خير - قد فسروا الآية بروح عصرهم (ثقافة عصرهم) ، و لو قال أحدهم -وقتها - : إن الأرض بيضاوية لكان كمن يقول لهم سيكون هناك (شات..و نت..و طائرات ..و غواصات..و صواريخ)

و لاتهمه الناس بالجنون و الخبل !


فإن قال قائل : (لقد ذكر الله تعالى في مواضع عديدة أن الأرض مسطحة ((و إلى الأرض كيف سطحت)) ، و ((و الأرض مددناها )) ،((فرشناها)) ، و غيرها من الآيات .

فهل هذا يعني أن القرءان جاء مخالفا للواقع ؟! أو أن هناك تناقض حاشا لله ؟!

و الجواب : هو أن الله تعالى هو الخالق (خالق السموات و الأرض و ما بينهما) ، و هو العليم بخلقه ، الخبير بهم ، مالكهم - عز وجل - و القرآن الكريم كلامه - سبحانه و تعالى - و من ثم فيستحيل أن يكون هناك تناقض بين القرآن (كلام الله) و بين الواقع الحقيقي (الكون الذي خلقه) .


(هذا ، غير أن العلوم التجريبية تتطور باستمرار و ما نؤمن به بالأمس و نعتبره من البديهيات و المسلمات
نكتشف قصوره و خطأه اليوم ، ثم نكتشف غدا ما يثبت بطلان ما ذهبنا له اليوم ، فإن حدث تناقض بين القرءان الكريم و العلم التجريبي ؛ فالاسلام هو الحق ، لأنه من عند الله ((كلام الله)) ، أما العلم فمن عند العقول البشرية القاصرة (التى تخرج علينا كل يوم بنظرية تهدم أختها التي قبلها ) ؛ و إما راجع لخطأ تفسير كلام الله تعالى .

فإن نحن سلمنا بيبيضاوية الأرض ((لرؤيتنا ذلك عيانا واقعيا بسفن الفضاء)).

فما معنى (فرشناها ، بسطناها ، مددناها) ؟

احترت كثيرا في هذا الأمر

ثم هداني الله إلى رأي مقنع مهم


هذا الرأي ، رددت به على أختنا الفاضلة
و هو :

أنه ينبغي علينا أن نفرق بين أمرين :

1-الأرض ككوكب earth

2-الأرض كمنطقة ((أو بقعة)) ground أو area

فالقرءان ذكر : (مهدناها ، بسطناها ، سطحت ، مددناها) مع الارض ground و ليس مع الأرض ككوكب

بينما معنى (دحاها) اللغوي يوافق الأرض ككوكب earth

و الكرة الأرضية بسبب شدة اتساعها تبدو وكأنها منبسطة عندما تكون واقفا عليها ، و لا تلاحظ أنها غير ذلك إلا عند البحر!(عندما ترى السفينة من بعيد و كأنا تصعد من تحت)!

ظننت اننى صاحب هذا الرأي ، و أنني لم أسبق إليه ! ^ _ ^ و أنني أتيت بما لم يأت به الأوائل !! ^ _ ^

حتى قرأت للإمام فخر الدين الرازي (المتوفى 606 هجريا!) كلاما يشبه معنى كلامي ، بل يزيد عليه!!

و في المشاركة الآتية سأنقل لكم بعض أقواله هو و غيره من علماء المسلمين جزاهم الله عنا خيرا

و لنتعلم من هذا أن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم جميعا لم يتركوا شئ لنا إلا وضحوه ((المشكلة فقط هي أننا لا نقرأ و لا نتعلم !))
************************
كتبه أخوكم أحمد
18 سبتمبر 2008 ميلاديا
القاهرة

______________________
**يقول الامام فخر الدين الرازي (إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد)0



**يقول أبو حيان في تفسير البحر المحيط 7/80

" قال أبو عبد الله الداراني: ثبت بالدليل أنّ الأرض كرة، ولا ينافي ذلك قوله: مد الأرض، وذلك أنّ الأرض جسم عظيم. والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان قطعة منها تشاهد كالسطح ".

**قال ابن النفيس في شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا، ص 112:

معللاً سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد.. " هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة. وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جداً ما هو على ظاهر الأرض ينستِر عن الرؤية بحدبة الأرض ".


**قال الذهبي في مختصر العلو، ص 73:

" الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأسفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل.

والتحت ـ وما دونه ـ لا يسمى تحتاً، بل لا يكون تحتاً، ويكون فوقاً، بحيث لو فرضنا خرق المركز ـ وهو سفل العالم ـ إلى تلك الجهة، لكان الخرق إلى جهة فوق.

ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى، لصعد إلى جهة فوق.

وبرهان ذلك: أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافراً، لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته والسماء فوقه.

فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض، هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات ".


**قال أبو بكر الصوفي كما ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان 4/359:

" لو وضعنا طرف حبل على أي موضع كان من الأرض، وأدرنا الحبل على كرة الأرض، انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى الطرفان ".


**قال الشريف الإدرسي أنه صحيح أن الأرض مستديرة، ولكنها غير كاملة الاستدارة:

جاء في مقدمة كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري

" قال الشريف: ومع كون الأرض كرة، هي غير صادقة الاستدارة ".